قيمة الأخلاق الحسنة
الأخلاق هي أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمال الإسلام؛ فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص لأن محلَّها القلب، كما لا يرون كل عباداته، لكنهم يرون أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها.
لذا فإنهم سيُقيِّمون دينه بناءً على تعامله، فيحكمون على صحته من عدمه عن طريق خلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله؛ فقد حدَّثنا التاريخ أن إندونيسيا والملايو والفلبين وماليزيا وغيرها من البلدان والشعوب في مختلف أرجاء العالم لم يعتنق أهلها الإسلام بفصاحة الدعاة، ولا بسيف الغزاة، بل بأخلاق التجار وسلوكهم، من أهل حضرموت وعمان وغيرهم، وذلك لمَّا تعاملوا معهم بالصدق والأمانة، والعدل والسماحة.
وإن مما يؤسَفُ له اليوم أن الوسيلةَ التي جذبت كثيرًا من الناس إلى الإسلام هي نفسها التي غدت تصرِف الناس عنه، وذلك لما فسدت الأخلاق والسلوك، فرأى الناس تباينًا بل تناقضًا بين الادِّعاء والواقع!
[منقول عن موقع موضوع: https://mawdoo3.co (بتصرف)]