ذاكرة الفتوى الموريتانية: محمد الخضر بن مايابى
هو محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد (مايابى): فقيه ومحدث من قبيلة تجكانت (أهل أيَّه)1.
أخذ عن والده وإخوته، وعن أحمد بن أحمد بن الهادي، ثم رحل إلى أهل محمد ولد محمد سالم، فأخذ عن كل من أحمد، وعبد الله، وعبد القادر؛ أبناء محمد بن محمد سالم.
كما أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ ماء العينين ين الشيخ محمد فاضل.
تولى القضاء في قبيلة أولاد بالسباع بالشمال الموريتاني، ثم استقضاه أمير تكانت بكار بن اسويد أحمد فترة من الزمن، ولقد كان من الداعين إلى وجوب الجهاد أو الهجرة عن البلاد التي احتلها الفرنسيون.
ويذكر أنه أفتى في ذلك الصدد بعدم حرمة أموال من قبلوا الحماية الفرنسية من سكان البلد باعتبارهم متولين لهم، وقد رد عليه في فتواه هذه مجموعة من علماء البلد.
هاجر الشيخ محمد الخضر إلى المشرق فتولى القضاء بالمدينة المنورة، ثم استقر في الأردن حين هاجر مع الأشراف، وتولى منصب قاضي القضاة.
له مؤلفات كثيرة منها: “كوثر المعاني الدراري في كشف خفايا البخاري”، و”إبرام النقض في مسألة القبض”، و”استحالة المعية بالذات” و”الرسالة الحاوية في أحكام الجهاد والفئة الباغية”، و”قمع أهل الزيغ والإلحاد، عن الطعن في أئمة الاجتهاد”، و” إيضاح مختصر خليل، بالمذاهب الأربعة وأصح الدليل”. وله مؤلف يشنع فيه على الطريقة التيجانية رد عليها علماء كثيرون.
توفي الشيخ محمد الخضر بن مايابى رحمه الله تعالى عام: 1354هــ موافق 1935م.
من فتاويه:
يقول محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد(مايابى) الجكني:2
إن دمغت بهيمة بــحجـــر حتى من الخريطة المخ انفجر
وبعد ذاك برؤها أتيــــحا فأكلـــــها ونسلـــــها أبيحـــــا
ونفذ قــــتل للذي قد أوما له ابــن رشد لا يعيــش يومـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المجموعة الكبرى، د. يحي ولد البراء، ط1، ج2، ص195.
2- المصدر نفسه، إحالة رقم: 1834، ج8، ص2482.