الفتوى رقم: 684/ م.أ.ف.م (2024/022م) / الموضوع: زيارة القبور

بسم الله الرحمن الرحيم
الفتوى رقم: 684/ م.أ.ف.م (022/024م)
بتاريخ: 06/06/2024
الموضوع: زيارة القبور

السؤال: ما حكم زيارة القبور وما كيفيتها؟

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه؛
أما بعد: فإن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى عن زيارة القبور ثمّ أمر بها فنُسِخ النهيُ، لما في صحيح البخاري: “إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكر الآخرة”.
ونقل ابن بطال في شرحه على البخاري عن بعض العلماء أنّ النهى عن زيارة القبور إنما كان في أول الإسلام عند قرب عهدهم بعبادة الأوثان، واتخاذ القبور مساجد، فلما استحكم الإسلام، وقوِيَ في قلوب الناس، وأُمِنت عبادة القبور والصلاة إليها، نسخ النهى عن زيارتها، وأمر بها لأنها تذكر الآخرة وتزهد في الدنيا [شرح البخاري لابن بطال: 3/ 271]، وحكمها الندب والاستحباب، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأتي أهل البقيع فيسلّم عليهم ويدعو لهم، وكان يفعل ذلك بشهداء أحد.

وكيفيتها:
1 ـــ أن يقصد بزيارة القبور وجه الله تعالى وإصلاحَ قلبه بالاتعاظ والاعتبار، ونفعَ الميت بالدعاء، وأن يحضر قلبه في إتيانها، ولا يكون حظه التطواف على الأجداث فإن هذه حالة تشاركه فيها البهيمة؛
2 ــ أن يُسلِّمَ إذا دخل المقابر ويخاطبهم خطاب الحاضرين فيقول:” السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع أسأل الله لنا ولكم العافية.”، [كما في حديث مسلم: كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور.]
وله أن يدعوَ اللهَ تعالى لهم ولنفسه بما شاء من الدعاء، وله أن يزورَهم ليلا أو نهارا، بلا حدٍّ محدود في ذلك كلِّه.
وقد نظم العلامة محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي-رحمه الله تعالى-المتوفى سنة 1323هـ حكم زيارة القبور وآدابها بقوله:

زيارة القبور مستحبة
لتحصل العظة والبركة

لدى قبور الصالحين والعظه
بغيرهم فإن فيهم موعظه

ولحصول الانتفاع بالدعا
للزائرين وللأموات معا

والشرط في استحبابها فلتدر
ترك الحديث عند رأس القبـر

وتخرج المرأة في ثياب
ترد أعين ذوي الآراب

سلم وقف وكن لرأس الميت
مستقبلا مستدبرا للقبلة

وسل له الله قبول ما عمل
من صالح قبل وغفران الزلل

ورحمة الغربة والتأ نيسا
لوحشة كان لها جليسا

واحذر من أن تمسح مسحا رمسه
ولا تقبله ولا تمسه

فذاك من عوائد النصارى
ولا تزل تعتبر اعتبارا

والله تعالى أعلم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى