رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم يستقبل سعادة السفير الإيراني بنواكشوط
استقبل الأستاذ الدكتور إسلمُ ولد سيد المصطف/ رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم، بمكتبه، صاحب السعادة جواد أبو/ سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنواكشوط، وذلك يوم أمس الثلاثاء الموافق: 2024/11/19، الساعة الثانية عشرة صباحا.
وكان صاحب السعادة السفير الإيراني مرفوقا بالسيد: أبو الفضل كريمي / مستشار سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنواكشوط.
في بداية اللقاء رحب رئيس المجلس بسعادة السفير الإيراني ومُرَافِقَه معبراً عن المشاعر الطيبة التي يُكِنُّهَا الموريتانيون لإخوانهم في إيران، كما بَيَّنَ عُمْقَ ومَتَانَةَ العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين.
ومن جهته عبر سعادة السفير الإيراني عن سعادته بهذه الزيارة مُنَوِّها بأهمية المجلس ومكانته، لما يراه من جهوده الواضحة في نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة البعيدة عن التطرف والتعصب الديني، ولذلك حَرِصَ على القيام بهذه الزيارة من أجل لقاء القائمين على هذه المؤسسة العلمية الموقرة، للتعرف على مهامها والاستفادة من تجربتها الرائدة.
وخلال اللقاء قدم رئيس المجلس للضيف الكريم عرضاً موجزاً عن مساهمة المجلس في جهود تنوير المواطنين وإرشادهم من خلال تقديم الفتوى الشرعية الصحيحة حول مختلف الأحكام الفقهية التي تَعِنُّ لهم في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى استقبال تظلماتهم، والتدخل لدى الجهات المعنية من أجل تسويتها.
ولا يقتصر ما يقدمه المجلس من خدمات للمواطنين على مستوى الفرد والمجتمع، بل يتعدى ذلك إلى المؤسسات والقطاعات الحكومية فيما تتوجه به إليه من استفتاءات واستشارات شرعية حول بعض القضايا والمستجدات في الحياة المعاصرة، بالإضافة إلى جهوده في مجال جمع وتحقيق ونشرمجاميع الفتوى الموريتانية قديماً وحديثاً، ونشر الدراسات والبحوث حول إشكالات ومستجدات العصر، وذلك من خلال ما يستخدمه من وسائط إعلامية متعددة كموقعه الإلكتروني، وصفحته على الفيس بوك، وما يُصْدِرُهُ من منشورات علمية كالكتب، والمطويات، ومن ذلك مجلته: “منارة الفتوى” التي يصدرها بشكل دوري.
كما أوضح السيد رئيس المجلس لضيفه الكريم أن السياسة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الداخل والخارج، وما تمتاز به من انفتاح وسعي إلى تحقيق التعاون بين الدول الإسلامية من أجل مصلحة الأمة تعد مصدر إلهام للمجلس في عمله، ومدرسة يسيرعلى نهجها للتوحيد بين المذاهب الإسلامية، ومحاربة الغلو والتطرف والتعصب، سعيا إلى توحيد المسلمين وتماسكهم للحفاظ على دينهم وحمايته من المتربصين به، لأن المجتمع الإسلامي -على حد تعبيره- في أَمَسِّ الحاجة لما يُقَارِبُ بينه، لا ما يُبَاعِدُ ويُخَالِفُ.
بدوره أكد سعادة السفير الإيراني حرص بلده على رفع الخلافات بين السنة والشيعة من خلال تنظيم لقاءات سنوية مع مختلف علماء الأمة الإسلامية والدعوة إلى توحيد جهود المسلمين لمحاربة العدو المشترك.
كما عبر عن سعادته بهذا اللقاء واستعداده للتعاون مع المجلس في مختلف الأنشطة والبرامج قائلا: “نحن نفخر بوجودنا معكم، والسفارة في خدمتكم في أي وقت، فهذه جلسة أولى للتعارف، وأترخص منكم لمقابلتكم في المستقبل القريب لأجلس معكم وأتعلم منكم، فنحن نُقَدِّرُ دوركم العظيم في خدمة المجتمع والدولة، وننتظر قدومكم إلى إيران.”
وفي نهاية اللقاء، الساعة الواحدة ظهرا، وَدَّعَ رئيس المجلس سعادة السفير الإيراني ومُرَافِقَه، وقدم لهما نماذج من منشورات المجلس، وقد أعرب الضيف الكريم مُجَدَّداً عن ارتياحه لنتائج هذه الزيارة.