ذاكرة الفتوى الموريتانية: محمد بن أمين بن الفراء التندغي

ذاكرة الفتوى الموريتانية: محمد بن أمين بن الفراء التندغي

محمد بن أمين بن الفراء المازري، فقيه متمكن ولغوي وقاض من قبيلة تندغة (إشكانن)1.

أخذ عن الشيخ محمدو بن حنبل الحسني، وميلود بن المختار خي الديماني، وعن الخرشي بن محنض التاشدبيتي.

وممن أخذ عنه: المختار بن ابلول الحاجي، وأحمدو بن حبيب بن الزايد التندغي، وأحمد بن يوسف، والشيخ محمدو بن البار، والشيخ بن محمودن.

استقضاه أمير اترارزه أحمد سالم بن إعلي بن محمد لحبيب، وابن عمه أحمد سالم بن إبراهيم السالم بن محمد لحبيب، وقد عرف بمهارته في اللغات، فكان يتكلم بالعربية والحسانية والصنهاجية، والولفية، وكان في البداية من القائلين بالدعوة لمجاهدة الفرنسيين أيام دخولهم للبلد، ثم عدل عن ذلك.

له من المؤلفات كتاب: “الكرشة”، و”نهج الفلاح والإفادة إلى معاني وسيلة السعادة” لابن بونه في العقيدة، و”الذب بالأسنة عن هتك حرم السنة”، وكتاب: “تيسير الملامس بما هو من النوازل طامس”؛ في الفقه، و” الارتداع عما أحدثه أهل الدين من الابتداع”، ونظم في المأمورات والمنهيات، ومجموعة كبيرة من الفتاوى والأحكام، ومن أشهر فتاويه التي خالف فيها معاصريه من العلماء والفقهاء المسألة الركونية، وهي تتلخص في تقديم عاصب النسب في الإرث على عاصب السبب، ومسألة ثبوت الأحكام الشرعية بالتلغراف التي خالف فيها علماء ولاتة، ومسألة الاحتفال عند القبور التي خالف فيها أشياخ الطريقة الصديقية. له ديوان شعر.

توفي محمد بن أمين بن الفراء رحمه الله تعالي عام 1345هـ موافق:1927م، وهو دفين بتافراوت.

من فتاويه:

يقول محمد بن أمين بن الفراء التندغي مجيبا لباب بن الشيخ سيدي: ” الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد فإنه لا يجوز العدول عن نص خليل في بلادنا لخلوها من المجتهدين، ولأنه التزم عهدة الفتوى، وهو عدل رضي.

ولكونه لم تتلقه الناس شرقا وغربا بالقبول إلا لكونه ملخصا للمدونة الكبرى بوسائط، لأنه اختصر بن الحاجب، وابن الحاجب اختصر ابن شاس، وابن شاس اختصر بن بشير، وابن بشير اختصر مقدمات بن رشد، وهي اختصرت تهذيب البرادعي، وتهذيب البرادعي اختصر المدونة الكبرى، وهي مسائل سحنون عن ابن القاسم عن مالك؛ إمام دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم”2.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1– المجموعة الكبرى، د. يحي ولد البراء، ط1، ج2، ص 184.

2- المصدر السابق، ج4، إحالة رقم: 411، ص1023.

زر الذهاب إلى الأعلى