ذاكرة الفتوى الموريتانية: الشيخ محمد أحمد بن محمد عبد الرحمن الرباني
الشيخ محمد أحمد بن محمد عبد الرحمن الرباني؛ فقيه متميز وشاعر بارز من قبيلة تندغة (الحلة)1.
درس على والده الذي رحل معه إلى أرض الساحل، ثم رجع بعد وفاة أبيه إلى بني قومه (الحلة) شرقي بوتلميت، ومكث هناك يدرس إلى أن توفي.
ممن أخذ عنه أبناؤه: محمد محمود، وعبد الودود، وأحمد يوره، كما أخذ عنه الشيخ الفقيه الصوفي سيدي المختار بن عبد الجليل، والعالم الصوفي محمدو السالم بن الشيخ محمد عبد الرحمن، وكذلك أحمد محمود بن معاوية، والقاضي محمد يحيى بن محمد الدنبجه، وعبد الودود بن حمية الأبييري، ومحمد المصطفى البارتيلي، ولمهابه بن الطالب إيميجن الجملي، وغيرهم.
له من المؤلفات: “نظم غريب القرآن”، و”خلاصة التدريس للمبتدئ والعالم النقريس” (وهو نظم في الفقه يتكون من عدة آلاف من الأبيات)، ونظم مصطلح الحديث، ونظم في السيرة النبوية، ونظم الشهداء، ونظم في العقائد، ونظم في طبقات النحاة، وديوان شعر مطبوع.
توفي الشيخ محمد أحمد بن محمد عبد الرحمن الرباني رحمه الله تعالى عام1353هـ/ 1934م.
من فتاويه:
يقول الشيخ محمد أحمد بن الرباني التندغي: ” من القواعد الشهيرة التي نظمها صاحب المنهج بقوله: ” وعد الأصل في الأشياء طهارة الأعيان أصل وكذا براءة لا بعد تكليف خذا” إلخ.
ومن المعلوم في الفروع الفقهية أن الشخص مصدق في الكيفية التي خرج بها ماله من يده، وأن الذمة لا تبرأ إلا بمحقق.
فبهذا يعلم أن من باع لشخص حمارة مثلا بعدد من الفضة ثم قضاه لما لم يجده بعين الحمارة التي باعه وزاده بأشياء غيرها، وبقيت ثلاث أواق أنظره بها كأنه تركها حتى يحتاج لها، وادعى من هي في ذمته أنه قضاه ما يطالبه به، وأنه فعل ما فعل معه على وجه الإقالة، وما ادعاه لا يلتفت إليه حتى يثبت براءة ذمته من جميع الثمن، والحاصل أنه لابد له من قضاء الأواقي، أو تثبت براءة ذمته منها، فسعة العلم تشبه عدم الورع؛ قال سيدي عبد القادر الفاسي في أجوبته الكبرى: «كان الإمام المازري كثير الخدمة للعلم، قليل الإنكار، وكل فعل رآه من شخص وجهه ورده إلى الصواب لكثرة علمه وأتباعه، ولذا قيل متى اتسع العلم قل الإنكار، ومتى ضاق كثر الاعتراض في الواقعات.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-المجموعة الكبرى، د. يحيى البراء، ط1، ج2، ص131.
2 نفس المصدر، ج، 9 إحالة رقم: 3395، ص3923.