“حوار الحضارات” موضوع محاضرة السيد رئيس المجلس ضمن فعاليات المؤتمر الإفريقي الخامس لتعزيز السلم المنظم أخيرا في نواكشوط
قدم الأستاذ الدكتور إسلمُ ولد سيد المصطف/ رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم محاضرة قيمة، في إطار فعاليات النسخة الخامسة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم المنظم بالشراكة بين الحكومة الموريتانية ومنتدى أبو ظبي للسلم، المنعقد هذا العام بنواكشوط/ موريتانيا، في الفترة من 21 إلى 23 يناير الجاري ، تحت شعار: ” القارة الإفريقية: واجب الحوار وراهنية المصالحات”، برعاية سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني.
كانت المحاضرة التي ألقاها العلامة إسلمُ ولد سيد المصطف في اليوم الثاني من الجلسات العلمية تحت عنوان : ” حوار الحضارات”.
وقد وضح الشيخ أن موقف الإسلام من حوار الحضارات يقتضي أولا العودة إلى الكتاب والسنة بوصفهما المصدرين الأصليين الحاسمين في مجالي التشريع والتاريخ.
وبالتأمل فيهما ندرك أن دعوات الأنبياء عموما ليست إلا تاريخا دقيقا وتوجيها رفيعا للحوار بين الحضارات الإنسانية.
كما بَيَّنَ الشيخ أن الحوار بأسلوبه الشيق وكشفه البارز للحقائق ظاهرة قد طبعت القرآن الكريم ، وأن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم قد استرشدوا بالحوار واتخذوه منهجا وطريقة في دعوتهم إلى الله. واختار الشيخ خلال محاضرته الحديث عن ثلاثة نماذج لثلاثة أنبياء من أولي العزم للدلالة على ذلك؛ هم نوح، وإبراهيم، وموسى عليهم الصلاة والسلام، ليختم بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم مبرزا تسع “محطات” كبرى في سيرته الكريمة كانت كلها أمثلة و نماذج ساطعة يحتذى بها في اتخاذ الحوار منهجا وطريقة بالغة الأهمية في تربية الإنسان وبناء حياته على أسس سليمة قوامها الإيمان والهداية والمودة والعدل والصدق والإحسان.
وفي ما يلي نقدم لكم النص الكامل لهذه المحاضرة القيمة تعميما للفائدة:
المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم
نواكشوط: 2025/01/21
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مداخلة الأستاذ الدكتور: إسلمُ بن سيد المصطف
تحت عنوان: حوار الحضارات في الإسلام
تبعا لما درج عليه الباحثون والدارسون، من البدء في المداخلات والبحوث بالتعريفات اللغوية، والمفاهيم الاصطلاحية، فإننا نبدأ إن شاء الله تعالى في هذه المداخلة بالتفكيك اللغوي والاصطلاحي لمكونات عنوان هذه المداخلة.
حوار الحضارات في الإسلام
أولا: الحوار:
يعود المعنى الأصلي اللغوي لكلمة (الحوار) إلى الرجوع عن الشيء، أو إليه، أو من الانتقال من حال إلى حال، والمحاورة المجاوبة، ومراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، فهو تبادلات لفظية، وكلامية بين الناس بطريقة يغلب عليها التنظيم والهدوء، خلافا لمفاهيم الجدال والخصام، وكل أنواع المفاوضة التي تغلب عليها المنازعة والمغالبة، لأن حقيقة الجدال أنه خصومة تسعى للتدافع اللفظي بين المتخاصمين، ومنه قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اَ۬لِانسَٰنُ أَكْثَرَ شَےْءٖ جَدَلاٗۖ﴾ [الكهف: الآية 54]، وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اَ۬لنَّاسِ مَنْ يُّجَٰدِلُ فِے اِ۬للَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٖ وَلَا هُديٗ وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ﴾ [الحج: الآية 8، ولقمان: 31] وقوله تعالى: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاَۖ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَۖ﴾ [الزخرف: الآية 58].
وهو بهذا المعنى آفة من الآفات الإنسانية تقوم على اللغة العقيمة الخالية من المنطق والفائدة، وما يؤمر به منه في القرآن الكريم جاء مقيدا بالحسنى، ﴿وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهْلَ اَ۬لْكِتَٰبِ إِلَّا بِالتِے هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا اَ۬لذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْۖ﴾ [العنكبوت: الآية 46]، ﴿جَٰدِلْهُم بِالتِے هِيَ أَحْسَنُۖ﴾ [النحل: الآية 126].
وكما يختلف الحوار عن الجدال والخصام فإنه يختلف كذلك عن النقاش؛ لأن النقاش في اغلب أحواله ومدلولاته إنما يستخدم لإثارة المعارف، وقد يكون ظاهرة صحية إذا أخذ طابع اللطافة، وانتهج البحث عن الحقيقة، والبعد عن الحدة حتى قارب أن يلامس مفهوم الحوار.
أما الحوار نفسه فإن المعنى الاصطلاحي له لا يبعد عن المعنى اللغوي السابق، وقد عرفه بعضهم بأنه نوع من الحديث الهادئ بين شخصين أو جهتين يتم فيه تداول الكلام بطريقة مرتبة لا يستأثر فيها أحد بالكلام دون الآخر، بعيدا عن الخصومة والتعصب ومرافعة الصوت.
ومنهم من عرفه بأنه: إظهار الحجة، وإثبات الحق أو دفع الشبهة، وإصلاح الواقع. ومنه قوله تعالى: ﴿فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَآ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاٗ وَأَعَزُّ نَفَراٗۖ﴾ [الكهف: الآية 34]، وقوله تعالى: ﴿قَالَ لَهُۥ صَٰحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِالذِے خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٖ ثُمَّ سَوّ۪يٰكَ رَجُلاٗۖ﴾ [الكهف: الآية 37].
وقد يعبر عن الجدال بالحوار، لقوله تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اَ۬للَّهُ قَوْلَ اَ۬لتِے تُجَٰدِلُكَ فِے زَوْجِهَا وَتَشْتَكِےٓ إِلَي اَ۬للَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌۖ﴾ [المجادلة: الآية 1].
والحوار معدود من الكلام الطيب المشمول بقوله تعالى: ﴿اَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اَ۬للَّهُ مَثَلاٗ كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ اَصْلُهَا ثَابِتٞ وَفَرْعُهَا فِے اِ۬لسَّمَآءِ تُوتِےٓ أُكْلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذْنِ رَبِّهَاۖ﴾ [إبراهيم: الآية 27]، وهو صدقة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة” ويحصل به من التفاهم ونفاذ البعض إلى البعض إذا شابه الرفق ما لا يحصل بغيره، كما قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطيه على العنف” أبو داود وابن حبان.
ثانيا: الحضارة
والمعنى الأصلي لكلمة الحضارة: هو الإقامة في الحضر؛ أي في المدن، فالمتحضر هو ساكن هذه، وأهل الحواضر هم سكان الحواضر يميزون عن سكان البوادي وأهل البادية، وغير بعيد من ذلك المعنى قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنَ اَهْلُهُۥ حَاضِرِے اِ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِۖ﴾ [البقرة: الآية 196]، إذ المراد الحواضر القريبة أو المجاورة لمكة المكرمة.
أما الحضارة بالمعنى الاصطلاحي الشامل فإنها تطلق على كل ما يميز أمة عن أمة، من عقائد وعادات وتقاليد وأساليب عيش وقيم أخلاقية وآداب وفنون.
وكثيرا ما يلتبس مفهوم الحضارة مع مفهوم المدنية، والصحيح عند غالب الباحثين والدارسين أن المدنية مظهر من مظاهر الحضارة، وقد يقال إنها تعني الجانب المادي من الحضارة كالعمران ووسائل الاتصال والترفيه، بينما تمثل الثقافة الجانب الروحي منها.
فكلمة الحضارة إذا تدل على المعنيين المادي كالعمران وما اتصل به، والروحي وهو الثقافة.
وإذا كانت حضارة كل أمة هي ما يميزها عن غيرها من الأمم روحيا وماديا فمن الطبيعي اللازم أن تتباين حضارات الأمم بعضها عن بعض تبعا لاختلاف الأمم والشعوب عقائديا وسلوكيا وثقافيا ووسائل عيش، بل وأن تتنافر، تبعا لمرتكزاتها العقائدية والثقافية، ومسلكياتها الحضارية، سيما وأن الاختلاف أصلا قدر مقدور بين البشر ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ اَ۬لنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۖ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْۖ﴾ [هو: الآية 118].
ولا تخلو تلك الحقيقة الراسخة من فائدة ومصلحة، فليس ذلك شر متمحض، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا دِفَٰعُ اُ۬للَّهِ اِ۬لنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٖ لَّفَسَدَتِ اِ۬لَارْضُ وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَي اَ۬لْعَٰلَمِينَۖ﴾ [البقرة: الآية 249].
غير أن وحدة الأصل والمفهوم الطبيعي للأنسنة كلها أمور تدعو للتآخي، والمعنى المشترك تبعا لتشابك المصالح وضرورة التعاون ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَي اَ۬لْبِرِّ وَالتَّقْو۪يٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَي اَ۬لِاثْمِ وَالْعُدْوَٰنِۖ﴾ [المائدة: الآية 3]. وقد قال الشاعر:
الناس للناس من بدو ومن حضر بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
غير أن غريزة التسلط وحب السيطرة والسيادة، وتضارب المصالح وادعاء كل أمة تفوق حضارتها على غيرها من الحضارات، وأنها وحدها المستحقة لقيادة البشرية كلها، رضى واستحقاقا أو قهرا ومغالبة وإخناعا، سيما وقد عمق ذلك وأصله بعض كتاب العصر وفلاسفته مروجين لفلسفة حتمية الصراع، ونظرية تفوق بعض الأعراق البشرية على بعض.
وقد ذاقت البشرية على مر التاريخ مرارة مثل هذه النظريات الخاطئة وتلك الادعاءات والطموحات المفرطة، فعمت الحروب الأرض كلها واحترق الأخضر واليابس، غير أن بعض عقلاء البشرية تبينوا خطأ بعض هذه التوجهات ومخاطر الترويج لهذه النظريات والطموحات على الجنس البشري، فبادروا بطرح الحوار بين الحضارات بدل الصراع بينها والنزاعات، وكان من المنطقي جدا أن يطرح السؤال المتمثل في عنوان هذه المداخلة على الإسلام وهو: حوار الحضارات في الإسلام وهو الدين الحق، وحضارته هي حضارة السلم ﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ اُ۟دْخُلُواْ فِے اِ۬لسَّلْمِ كَآفَّةٗ﴾ [البقرة: الآية 208] والعدل ﴿لَقَدَ اَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ اُ۬لْكِتَٰبَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ اَ۬لنَّاسُ بِالْقِسْطِۖ وَأَنزَلْنَا اَ۬لْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ﴾ [الحديد: الآية 24] والرحمة ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةٗ لِّلْعَٰلَمِينَۖ﴾ [الأنبياء: الآية 106].
والواقع أن البحث عن موقف الإسلام من حوار الحضارات يقتضي أول ما يقتضي العودة إلى المصدرين الأصليين للإسلام، وهما الكتاب والسنة، بوصفهما المصدرين الحاسمين في مجالي التشريع والتأريخ، وبالتأمل فيهما معا ندرك أن دعوات الأنبياء عموما ليست إلا تاريخا دقيقا، وتوجيها رفيعا للحوار بين الحضارات الإنسانية.
بل إن علينا أن نلاحظ وبجلاء كبير أن إخبار الله سبحانه وتعالى لملائكته الكرام بأنه جاعل في الأرض خليفة أخذ مسار وأسلوب الحوار، سيما وأن ما صدر من الملائكة الكرام من استفهام وتعجب حول الحكمة الإلهية من خلق هذا المخلوق الذي فهموا أنه سيقوم بما يناقض القصد الأصلي من الخلق وهو الإصلاح، مع وجود مخلوقات أخر لا هم لها ولا شغل إلا تسبيح الله وتقديسه.
فكانت إجابته سبحانه وتعالى على ذلك الاستشكال المشحون بالتعجب غير قابلة لمزيد من التداول ﴿إنِّيَ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَۖ﴾ [البقرة: الآية 29] فلم يبق إذا مجال إلا لتنفيذ ما يصدر ممن له الخلق والأمر، وكان ذلك ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّے خَٰلِقُۢ بَشَراٗ مِّن صَلْصَٰلٖ مِّنْ حَمَإٖ مَّسْنُونٖ فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِے فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَۖ﴾ [الحجر: الآيتان 28-29] ﴿اِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّے خَٰلِقُۢ بَشَراٗ مِّن طِينٖ فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِے فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَۖ﴾ [سورة ص 70-71].
ويبدو أن الحوار بأسلوبه الشيق، وكشفه البارز للحقائق ظاهرة طبعت القرآن الكريم بوصفه كتاب حجاج وبيان حتى في أحلك الأوقات والظروف، ومع عباد مكرمين ﴿لَا يَعْصُونَ اَ۬للَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُومَرُونَۖ﴾ [التحريم: الآية 6] يقول تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاٗ ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ ايَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَۖ قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ اَ۬لْجِنَّۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّومِنُونَۖ﴾ [سبأ: 40-41].
تماما كما حصل مع نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام ﴿وَإِذْ قَالَ اَ۬للَّهُ يَٰعِيسَي اَ۪بْنَ مَرْيَمَ ءَآنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اِ۪تَّخِذُونِے وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اِ۬للَّهِۖ قَالَ سُبْحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيَ أَنَ اَقُولَ مَا لَيْسَ لِے بِحَقٍّۖ اِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥۖ تَعْلَمُ مَا فِے نَفْسِے وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِے نَفْسِكَۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ اُ۬لْغُيُوبِۖ مَا قُلْتُ لَهُمُۥٓ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِے بِهِۦٓ أَنُ اُ۟عْبُدُواْ اُ۬للَّهَ رَبِّے وَرَبَّكُمْۖ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداٗ مَّا دُمْتُ فِيهِمْۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِے كُنتَ أَنتَ اَ۬لرَّقِيبَ عَلَيْهِمْۖ وَأَنتَ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ شَهِيدٌۖ﴾ [المائدة: الآيتان 118-119].
مصداقا لقوله تعالى ﴿فَلَنَسْـَٔلَنَّ اَ۬لذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْـَٔلَنَّ اَ۬لْمُرْسَلِينَۖ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٖۖ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَۖ﴾ [الأعراف: الآيتان 5-6].
ما ذلك كله إلا توجيها وتعليما لاستعمال الحوار والاسترشاد بطريقته وأسلوبه كمنهج.
وبما أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أبناء علات مدرستهم واحدة ومنهجيتهم واحدة، وقد أمر نبينا عليه الصلاة والسلام بالاهتداء بهديهم﴿فبهداهم اقتده﴾ فإننا سنورد نماذج مما دار بينهم مع أممهم من حوارات بوصفهم صلوات الله وسلامه عليهم يمثلون حضارة التوحيد ﴿اعْبُدُواْ اُ۬للَّهَ مَا لَكُم مِّنِ اِلَٰهٍ غَيْرُهُۥٓ﴾ [الأعراف: الآية 58]، والقسط والعدل ﴿لَقَدَ اَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ اُ۬لْكِتَٰبَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ اَ۬لنَّاسُ بِالْقِسْطِۖ﴾ [الحديد: الآية 28] وبوصف تلك الأمم – ما لم يومن منها – تمثل الحضارة المغايرة.
وسنكتفي بنماذج ثلاثة لثلاثة أنبياء من أولي العزم، هم: نوح عليه السلام، وإبراهيم، وموسى عليهم الصلاة والسلام جميعا، ثم نختم بخاتم الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام، ليتضح من ذلك كله مما لا يقبل مجالا للشك أن الحوار هو الأصل الأصيل لحضارة التوحيد أولها وآخرها.
أولا: نوح عليه السلام
لا يختلف الناس في أن نوحا عليه السلام هو أول رسول أرسل إلى أهل الأرض، كما نص على ذلك حديث الشفاعة المتفق عليه: “فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض”، لأن آدم عليه السلام اقتصرت نبوته ورسالته على نفسه وذريته، كما أن الناس لا يختلفون أيضا في أن ما دار بين نوح عليه السلام وقومه يعتبر أطول حوار وجدال شهده التاريخ بين الحق والباطل، بين حضارة التوحيد وحضارة الشرك والضلال؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدَ اَرْسَلْنَا نُوحاً اِلَيٰ قَوْمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمُۥٓ أَلْفَ سَنَةٍ اِلَّا خَمْسِينَ عَاماٗ﴾ [العنكبوت: الآية 13].
وكان خطابه لهم في منتهى اللباقة والحكمة فلا يناديهم إلا بوصف الصلة والقرابة، فيقول لهم: ﴿يا قوم﴾ مع وصف القرآن له بأنه أخ لهم: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمُۥٓ أَخُوهُمْ نُوحٌ اَلَا تَتَّقُونَ إِنِّے لَكُمْ رَسُولٌ اَمِينٞۖ﴾ [الشعراء: الآيتان 106-107]، ومن شأن ذلك أن يستدر عواطفهم ومشاعرهم ويطمئنهم على إرادته لمصلحتهم، وبين لهم أنه لا يطلب منهم مزية مالية وإنما يدعوهم لعبادة الله خوفا عليهم من عذاب يوم أليم ﴿اعْبُدُواْ اُ۬للَّهَ مَا لَكُم مِّنِ اِلَٰهٍ غَيْرُهُۥٓ﴾ ويرشدهم إلى الأدلة البينة والحجة الواضحة الدالة على صدقه: ﴿اَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اَ۬للَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقاٗ وَجَعَلَ اَ۬لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراٗ وَجَعَلَ اَ۬لشَّمْسَ سِرَاجاٗۖ وَاللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ اَ۬لَارْضِ نَبَاتاٗ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمُۥٓ إِخْرَاجاٗۖ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ اُ۬لَارْضَ بِسَاطاٗ لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاٗ فِجَاجاٗۖ﴾ [سورة نوح: الآيات 15-20].
وبين لهم أنه لا يريد مصالح شخصية ولا يدعي أمورا غيبية ولا يملك أموالا يوزعها عليهم: ﴿فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله} ﴿وَلَآ أَقُولُ لَكُمْ عِندِے خَزَآئِنُ اُ۬للَّهِ وَلَآ أَعْلَمُ اُ۬لْغَيْبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّے مَلَكٞ﴾ [هود: الآية 31].
هكذا إذا كان الخطاب الدعوي الحواري؛ تحديد الهدف والغاية: ﴿أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره﴾، الموضوعية وعدم البحث عن أي امتيازات: عدم ادعاء ما لا يتصف به مما يخيفهم أو يرغبهم، والبراهين الدالة والحجج القاطعة على صحة المطلوب.
إلا أن هذا الأسلوب اللطيف الواضح، والبراهين القاطعة، والتحذير الجلي من العاقبة كل ذلك لا يجدي عندما يكون الطرف الآخر معاندا لذلك؛ تنقلوا من جواب لجواب ومن عذر لعذر.
فمرة قالوا له: نحن لا يمكن أن نقبل ما تدعو إليه وقد تبعك الأرذلون: ﴿قَالُوٓاْ أَنُومِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ اَ۬لَارْذَلُونَۖ﴾ [الشعراء: الآية 111]، ومرة قالوا له إنه مجنون: ﴿فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٞ وَازْدُجِرَۖ﴾ [القمر: الآية 9]، ثم صعدوا خطابهم فقالوا: ﴿لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ اَ۬لْمَرْجُومِينَۖ﴾ [الشعراء: 116]، ﴿قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدْ جَٰدَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَٰلَنَا فَاتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ اَ۬لصَّٰدِقِينَۖ﴾ [هود: الآية 32].
وهكذا يتضح أن المعاند المتعصب لا يقنعه حوار ولا دليل ولا حجة، رغم قوة الحجة وصحتها والترغيب والتحذير، حتى أوحي إليه ﴿وَأُوحِيَ إِلَيٰ نُوحٍ اَنَّهُۥ لَنْ يُّومِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدَ اٰمَنَۖ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَۖ﴾ [هود: الآية 36] أي فلا تحزن، مما اضطر نوحا عليه السلام للقول: ﴿رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَي اَ۬لَارْضِ مِنَ اَ۬لْكٰ۪فِرِينَ دَيَّاراًۖ اِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوٓاْ إِلَّا فَاجِراٗ كَفَّاراٗۖ﴾ [سورة نوح: الآيات 28-29].
ثانيا: إبراهيم عليه السلام
أما عن إبراهيم عليه السلام فإن القرآن الكريم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاع قومه على خبره مع قومه وحواره معهم فقال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ا۪بْرَٰهِيمَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَا تَعْبُدُونَۖ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماٗ فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَۖ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمُۥٓ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمُۥٓ أَوْ يَضُرُّونَۖ قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَۖ قَالَ أَفَرَٰٓيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمُ اُ۬لَاقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوّٞ لِّيَ إِلَّا رَبَّ اَ۬لْعَٰلَمِينَ ﴾ [الشعراء: الآيات 69-77].
وقد كان جدلهم معه ساخنا في سورة الأنبياء، حيث قرروا حسم الموضوع بحرقه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدَ اٰتَيْنَآ إِبْرَٰهِيمَ رُشْدَهُۥ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَۖ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَا هَٰذِهِ اِ۬لتَّمَاثِيلُ اُ۬لتِےٓ أَنتُمْ لَهَا عَٰكِفُونَۖ قَالُواْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَٰبِدِينَۖ قَالَ لَقَدْ كُنتُمُۥٓ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ فِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٖۖ قَالُوٓاْ أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمَ اَنتَ مِنَ اَ۬للَّٰعِبِينَۖ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ اُ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضِ اِ۬لذِے فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَيٰ ذَٰلِكُم مِّنَ اَ۬لشَّٰهِدِينَۖ ﴾ [الأنبياء: الآيات 51-56] إلى آخر الحوار الذي ختمه بعد إفحامهم بالحجة وقوله لهم: ﴿أف لكم ولما تعبدون من دون الله﴾ فقرروا الإجهاز عليه بالنار ﴿قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَانصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمُۥٓ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَۖ﴾ [الأنبياء: 67] فنجاه الله سبحانه وتعالى من ذلك {قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِے بَرْداٗ وَسَلَٰماً عَلَيٰٓ إِبْرَٰهِيمَۖ﴾ [الأنبياء: 68]،﴿ وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيْداٗ فَجَعَلْنَٰهُمُ اُ۬لَاخْسَرِينَۖ﴾ [ الأنبياء: 69]
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على حجته التي قالها لهم، حيث قال في سورة الأنعام الآية 83: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَيٰ قَوْمِهِۦۖ نَرْفَعُ دَرَجَٰتِ مَن نَّشَآءُۖ اِ۪نَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞۖ﴾.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم باتباع ملة إبراهيم حيث قال له: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ اِ۪تَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفاٗۖ وَمَا كَانَ مِنَ اَ۬لْمُشْرِكِينَۖ﴾ [النحل 123]، وقال في سورة الممتحنة: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمُۥٓ إِسْوَةٌ حَسَنَةٞ فِےٓ إِبْرَٰهِيمَ وَالذِينَ مَعَهُۥٓ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمُۥٓ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اِ۬للَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اُ۬لْعَدَٰوَةُ وَالْبَغْضَآءُ اَ۬بَداً حَتَّيٰ تُومِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُۥٓ﴾ [الممتحنة: 4].
ثالثا: موسى عليه السلام
ومع موسى عليه السلام كان الحوار شديدا ومتطورا، ومر بمراحل عديدة بدأها موسى عليه السلام بالحوار مع رب العزة، قال تعالى: ﴿وَإِذْ نَاد۪يٰ رَبُّكَ مُوس۪يٰٓ أَنِ اِ۪يتِ اِ۬لْقَوْمَ اَ۬لظَّٰلِمِينَ (9) قَوْمَ فِرْعَوْنَۖ أَلَا يَتَّقُونَۖ قَالَ رَبِّ إِنِّيَ أَخَافُ أَنْ يُّكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِے وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِے فَأَرْسِلِ اِلَيٰ هَٰرُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنۢبٞ فَأَخَافُ أَنْ يَّقْتُلُونِ قَالَ كَلَّاۖ فَاذْهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَۖ فَاتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ اِ۬لْعَٰلَمِينَ … ﴾ [الشعراء: الآيات: 9-15].
لكن جواب فرعون كان كعادة المكذبين الظالمين: ﴿فَقَالَ لَهُۥ فِرْعَوْنُ إِنِّے لَأَظُنُّكَ يَٰمُوس۪يٰ مَسْحُوراٗۖ﴾ [الإسراء: 101].
لكن بعد حوار ونجاح ونقاش اقتنع سحرة فرعون بما عند موسى عليه السلام نتيجة الحوار والحجاج الشديد ﴿فألقي السحرة ساجدين…﴾، ﴿قالوا لا ضير.. إنا إلى ربنا منقلبون﴾.
ونختم هذه الحوارات بما اشتركه صلى الله عليه وسلم مع قومه.
وسأوجز ذلك إيجازا قد يكون مخلا في نقاط معينة، لأن تفاصيله معروفة في السيرة النبوية.
أولا: بدأ حوار النبي صلى الله علية وسلم مع قومه بعد نزول قوله تعالى: ﴿فاصدع بما تومر واعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر وسوف يعلمون﴾ [الحجر: 49-95].
ثانيا: كانت الجلسة الأولى التي دعا لها صلى الله عليه وسلم بعد نزول قوله تعالى: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾، وهي الجلسة التي رد فيها أبو لهب عليه بكلام خبيث ختمه بقوله: ما رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به، فانفض المجلس.
وكانت الجلسة الثانية هي التي جمعهم لها وقال لهم إن الرائد لا يكذب أهله والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة.
ثالثا: كانت حوارات موسم الحجيج مع القادمين من أهل مكة، وكانت لخصومه حملة شعواء ضده رتبوا لها وخططوا ووحدوا الخطاب المضاد، فاتفقوا على وصفه بأنه ساحر.
رابعا: أصبحت الحوارات مباشرة مع عمه أبي طالب، وقد أخذت لغة الحوار مسارا تصاعديا اقترحوا في آخره أن يسلم لهم النبي صلى الله عليه وسلم لتصفيته ويعطونه أفضل أبنائهم ليتبناه ولدا، فقال لهم: بئس ما اقترحتم علي؛ أعطيكم ابني لتقتلونه وتعطوني ولدكم لأربيه لكم، وفي هذه الحوارات تكلم أبو طالب معه صلى الله عليه وسلم بكلام ظن عليه الصلاة والسلام أن عمه سيتخلى عنه فقال له: يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه.
خامسا: توقف الحوار وآل الأمر إلى الهجرة بعد حوار العقبة المشهور مع أهلها.
سادسا: في المدينة توج الأمر بوثيقة المدينة بناء على حوار مع مكوناتها الاجتماعي اليهود والمشركون، والمهاجرون والأنصار.
سابعا: وقع الحوار الكبير الذي أدى إلى صلح الحديبية.
ثامنا: حوار الاستسلام عند دخول مكة المكرمة مع أبي سفيان رضي الله عنه.
تاسعا: الحوار مع الجماعات والإمارات والدول خارج المدينة، بل وخارج الجزيرة العربية عن طريق الرسائل المعروفة المشهورة إلى الروم وفارس ومصر والحبشة وغيرهم.
هذه نقاط مستعجلة مختصرة محكومة كلها بقوله تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُواْ وَتَدْعُوٓاْ إِلَي اَ۬لسَّلْمِ وَأَنتُمُ اُ۬لَاعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْۖ وَلَنْ يَّتِرَكُمُۥٓ أَعْمَٰلَكُمُۥٓۖ﴾ [محمد :36].
بعد ذلك كله تتضح أهمية الحوار في الإسلام.
الأستاذ الدكتور: إسلمُ بن سيد المصطف رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم